responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 162
إِلَّا نَفْسَكَ ولا تحمل أعباء الرسالة الا عليك فعليك ان تشمر ذيلك بنفسك لأمر الجهاد بلا مبالاة بإعانة احد منهم وانتصارهم ولا بتقاعدهم وانتشارهم فان الله ناصرك ومعينك لا الجنود والأحزاب يكفيك مؤنة عموم أعدائك ويكف عنك شرورهم وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ ورغبهم على القتال إذ ما عليك الا الترغيب والتبليغ سواء قبلوا او لم يقبلوا ولا تخف من كثرة المشركين وشوكتهم عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ اى يمحو عن قلبك بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا يعنى قريشا وَاللَّهُ المنتقم المقتدر بالقدرة التامة الكاملة أَشَدُّ بَأْساً هيبة ومهابة وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا وتعذيبا من هؤلاء الغواة الطغاة يكفيك مؤنة شرورهم عن قريب وقد كفاه بان القى في قلوبهم الرعب فرجعوا خائبين خاسرين
مَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً حَسَنَةً يراعى بها حق الله وحقوق عباده ويرغبهم بها على الخير ويبعدهم بها عن الشر خالصا لرضا الله بلا تغرير لنفسه او جلب نفع لها او دفع ضر عنها يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْها اى من ثواب الشفاعة التي تسبب لها. والدعاء الخير للأخ المسلم من هذا القبيل. قال عليه السّلام من دعا لأخيه المسلم بظهر الغيب استجيب له وقال له الملك ولك مثل ذلك وَمَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً سَيِّئَةً يحمل بها عباد الله الى ارتكاب محرم او يوقعهم في فتنة وبلية يَكُنْ لَهُ ايضا كِفْلٌ ونصيب مِنْها ومن أوزارها وآثامها المترتبة عليها مثل فاعلها بل أزيد منه وَكانَ اللَّهُ المجازى لعباده عَلى كُلِّ شَيْءٍ من الحسنة والسيئة مُقِيتاً مقتدرا على جزاء كل منهما فضلا وعدلا
وَإِذا حُيِّيتُمْ ايها المؤمنون بِتَحِيَّةٍ ناشئة من أخيكم المسلم فَحَيُّوا أنتم بِأَحْسَنَ مِنْها وزيدوا عليها وفاء لحق المبادرة أَوْ رُدُّوها كمثلها بلا نقصان شيء منها وفاء لحق المروءة والمواخاة إِنَّ اللَّهَ المراقب لعموم حالاتكم كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ صدر عنكم من خير وشر ونفع وضر حَسِيباً يحاسبكم بلا فوت شيء ويجازيكم على مقتضى حسابه
اللَّهُ المطلع لجميع مراتب الأسماء الموجدة المرتبة لمسمياتكم وهو يأتكم لا إِلهَ اى لا موجد ولا مربى لكم في الوجود إِلَّا هُوَ الحي القيوم الذي لا يعرض له التغير مطلقا لَيَجْمَعَنَّكُمْ وليحشرنكم من قبور تعيناتكم إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ التي قد عرضتم فيها الى الله وحشرتم نحوه منسلخين عن هوياتكم الباطلة لا رَيْبَ فِيهِ اى في يوم حلول القيمة وجمعكم فيه فلكم بعد ما أخبرتم ان تصدقوه وتؤمنوا له سيما قد اخبر الله به وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً حتى تصدقوا حديثه وتؤمنوا له فعليكم ان لا تخالفوا حكم الله وامره سيما بعد وروده.
وإذا كان الأمر على هذا فَما لَكُمْ واى شيء عرض لكم ايها المؤمنون فِي شأن الْمُنافِقِينَ حتى تكونوا فِئَتَيْنِ وفرقتين لم لم تتفقوا على كفرهم وشركهم وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ اى والحال انه سبحانه قد قلبهم وردهم الى كفرهم بِما كَسَبُوا لأنفسهم من شؤم الشرك بالله العياذ بالله والبغض مع رسوله والنفاق مع المؤمنين أَتُرِيدُونَ بهذا التفرق والتردد في أمرهم أَنْ تَهْدُوا وترشدوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وتخالفوا حكمه كأنكم لم تصدقوه سبحانه وَاعلم ايها الرسول الكامل في امر الرسالة مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ ويبعده عن نور الايمان والهداية فَلَنْ تَجِدَ أنت مع كونك مأذونا بالشفاعة لَهُ سَبِيلًا الى الهداية فضلا عن ان يجده غيرك
وبالجملة هم من غاية بغضهم معكم ايها المؤمنون وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ اى تمنوا كفركم كَما كَفَرُوا فَتَكُونُونَ أنتم معهم سَواءً في الكفر والضلال والبعد من جوار الله وكنف حفظه وحضانته وإذا كان الأمر على هذا فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ اى من أعدائكم

اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 162
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست